التنمر- قضية مدارس تهدد مستقبل أطفالنا، كيف نُواجهها؟
المؤلف: فراس ابراهيم طرابلسي11.07.2025

لقد بات التنمّرُ آفةً خطيرةً تستفحل في أروقة المدارس اليوم، حتى في تلك المؤسسات التعليمية المرموقة التي تحمل تصنيف "الخمس نجوم"، والتي يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا وبيئةً حاضنةً لأبنائنا. وعندما يقع الأطفال فريسةً للتنمر، فإنّ هذه التجربة تتحول إلى جرحٍ غائرٍ في نفوسهم، وقد تترك ندوبًا عميقةً تؤثر على مستقبلهم بأكمله. إذ تُظهر الدراسات والأبحاث أنّ التعرّض للتنمر قد يقود إلى تدهورٍ ملحوظٍ في الثقة بالنفس، وتعرقل عملية تكوين علاقات اجتماعية سليمة، ممّا يؤكد الضرورة القصوى لاتخاذ خطواتٍ جادةٍ وفعّالةٍ لمكافحةِ هذه الظاهرة المُقلقة في جميع أرجاء البيئات التعليمية بلا استثناء.
وتشير الإحصائيات الموثقة التي أعدّها مركز الملك عبدالله للأبحاث والدراسات إلى أنّ نسبة التنمّر قد بلغت مستوياتٍ مفزعةٍ بين صفوف الأطفال والمراهقين في مدارسنا. واستنادًا إلى تقرير اللجنة الوطنية للطفولة في المملكة العربية السعودية، فإنّ ما يقارب 57.1% من الفتيان و 42.9% من الفتيات يعانون بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ من التنمّر في مدارسهم.
وقد أولت الأنظمة والتشريعات الرشيدة في المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا لحماية الأطفال من هذه الظاهرة الخطيرة، حيث تم سنّ القوانين والأنظمة اللازمة، مثل نظام حماية الطفل، بهدف ضمان حقوقهم وتأمين بيئة تعليمية آمنة وسليمة وخالية من أيّ شكلٍ من أشكال الإساءة أو التنمّر. وتُلزم هذه القوانين الصارمة المدارس بتفعيل الإجراءات الكفيلة بضمان سلامة الأطفال وصون كرامتهم الإنسانية.
التنمّر ليس مجرد سلوكٍ عابرٍ أو نزوةٍ طفيفةٍ يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها، بل هو مشكلة معقدة تتفاقم مع مرور الوقت. لذا، يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا على درجةٍ عاليةٍ من اليقظة والانتباه لهذه المشكلة المتنامية، إذ قد تظهر علامات التنمّر في سلوك الطفل بشكلٍ غير مباشرٍ أو متخفٍ، مثل التغييرات المفاجئة في المزاج العام، النفور من الذهاب إلى المدرسة، أو فقدان الحماس والاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها في السابق. إنّ الوعي التام بهذه المؤشرات الدقيقة يساعد الآباء في التدخل المبكر وتقديم الدعم النفسي والمعنوي اللازم لأبنائهم. إنه سلوكٌ هدّامٌ يمتد تأثيره السلبي إلى حياة الأطفال بشكلٍ كبيرٍ، حيث يغرس في قلوبهم الصغيرة مشاعر الخوف والقلق وانعدام الثقة بالنفس. وقد يؤدي التنمّر المستمر والمتواصل إلى انسحاب الطفل تدريجيًا من المجتمع، وتدهور أدائه الدراسي بشكلٍ ملحوظٍ، وفي بعض الحالات الأكثر خطورةً، قد ينتهي به الأمر إلى الإصابة بآثارٍ نفسيةٍ دائمةٍ مثل الاكتئاب الحاد.
ويتخذ التنمّر أشكالًا متنوعةً وعديدةً، منها التنمّر اللفظي الذي يتجسد في الإهانات والشتائم والسخرية والاستهزاء، والتنمّر الجسدي الذي يتضمن الاعتداءات البدنية والضرب، والتنمّر العاطفي الذي يظهر في صورة الإقصاء والتجاهل والتهميش. وتختلف الدوافع الكامنة وراء التنمّر بين الرغبة الجامحة في السيطرة والهيمنة، ونقص التوجيه التربوي السليم، ومحاولة البحث عن إثبات الذات بطرقٍ خاطئةٍ وغير مقبولة.
عندما يتعرض الطفل المسكين للتنمّر، فإنه يشعر بألمٍ عميقٍ ووحدةٍ قاتلةٍ قد لا يراها المحيطون به أو يدركون حجمها. ويمكن للآباء والأمهات التعرف على علامات التنمّر من خلال ملاحظة أدق التغييرات التي تطرأ على سلوك الطفل، مثل الانعزال المفاجئ عن الآخرين، والتراجع الملحوظ في الأداء الدراسي، أو ظهور علامات القلق والتوتر والخوف بشكلٍ مستمر. حيث يبدأ الطفل بتكوين صورة سلبية مشوهة عن نفسه، ويزداد لديه الشعور بأنه غير مقبول أو غير مرغوب فيه من قبل الآخرين. وتنعكس هذه المشاعر السلبية على ثقته بنفسه المهزوزة، وعلاقاته الاجتماعية المضطربة، وقدرته المحدودة على التكيف مع البيئة المحيطة به.
والآثار النفسية الوخيمة للتنمر لا تنتهي بانتهاء الواقعة أو الحادثة المؤسفة؛ بل قد يبقى الطفل يعاني من آثارها المدمرة لفترةٍ طويلةٍ تمتد لسنوات. ولمعالجة هذه الآثار السلبية، يمكن للآباء توفير بيئةٍ داعمةٍ ومحفزةٍ تتسم بالحب غير المشروط والتفهم العميق، وتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بحريةٍ ودون خوفٍ أو تردد. كما يُنصح باللجوء إلى الاستشارات النفسية المتخصصة عند الحاجة لتعزيز قدرة الطفل على تجاوز هذه التجربة المؤلمة واكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع المواقف المشابهة في المستقبل. هذا قد يسهم في تطويره العاطفي والعقلي بشكلٍ صحيٍ وسليم. كما قد ينعكس ذلك في سلوكيات غير معتادة مثل العزلة الاجتماعية أو العدوانية المفرطة.
ولمكافحة التنمّر والقضاء عليه في المدارس، يجب تبني سياسات حازمةٍ وصارمةٍ تبدأ من التوعية بأهمية الاحترام المتبادل بين جميع الطلاب وتعزيز القيم الإيجابية والأخلاق الحميدة بينهم. لذا، فمن الضروري وضع خطط واضحة ومفصلة للإبلاغ عن حالات التنمّر والتعامل معها بسرعةٍ وفعاليةٍ وحزم. كما يجب إشراك أولياء الأمور والمعلمين والمرشدين الاجتماعيين في جهودٍ مشتركةٍ ومنسقةٍ لدعم الأطفال المتضررين وتوفير بيئةٍ آمنةٍ ومأمونةٍ تضمن لهم الشعور بالحماية والاطمئنان.
تقديم الدعم النفسي والمعنوي للطفل الذي وقع ضحيةً للتنمّر أمرٌ بالغ الأهمية ولا يقل أهمية عن العلاج الجسدي. يجب على الآباء الاستماع باهتمامٍ بالغٍ لشكوى الطفل دون إصدار أحكام مسبقة، وطمأنته بأنه ليس وحيدًا في هذه المعركة، والعمل بتعاونٍ وثيقٍ مع المدرسة لوضع خطةٍ متكاملةٍ لمواجهة المشكلة والتغلب عليها. فالجلسات الإرشادية وبرامج الدعم النفسي المتخصصة تساعد الطفل على استعادة ثقته بنفسه المفقودة وتعلم كيفية التعامل السليم مع المواقف المشابهة في المستقبل.
وفي نهاية المطاف، يكمن الحل الأمثل والأنجع لمواجهة التنمّر واستئصاله من جذوره في بناء مجتمع مدرسي متماسك وقوي، تتجذر فيه قيم الاحترام المتبادل والتسامح والتفاهم، ويستمد قوته من التعاون الوثيق بين الإدارة المدرسية، وأعضاء الهيئة التدريسية، وأولياء الأمور، والطلاب على حدٍ سواء.
إنّ التنمّر ليس مجرد مشكلة عابرة يمكن التغاضي عنها أو التقليل من شأنها، بل هو تحدٍ جسيم يتطلب استجابةً حازمةً وفورية تضمن سلامة أطفالنا النفسية والجسدية، وترسخ لهم مستقبلاً أكثر أمانًا وثقة وازدهارًا.
وتشير الإحصائيات الموثقة التي أعدّها مركز الملك عبدالله للأبحاث والدراسات إلى أنّ نسبة التنمّر قد بلغت مستوياتٍ مفزعةٍ بين صفوف الأطفال والمراهقين في مدارسنا. واستنادًا إلى تقرير اللجنة الوطنية للطفولة في المملكة العربية السعودية، فإنّ ما يقارب 57.1% من الفتيان و 42.9% من الفتيات يعانون بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ من التنمّر في مدارسهم.
وقد أولت الأنظمة والتشريعات الرشيدة في المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا لحماية الأطفال من هذه الظاهرة الخطيرة، حيث تم سنّ القوانين والأنظمة اللازمة، مثل نظام حماية الطفل، بهدف ضمان حقوقهم وتأمين بيئة تعليمية آمنة وسليمة وخالية من أيّ شكلٍ من أشكال الإساءة أو التنمّر. وتُلزم هذه القوانين الصارمة المدارس بتفعيل الإجراءات الكفيلة بضمان سلامة الأطفال وصون كرامتهم الإنسانية.
التنمّر ليس مجرد سلوكٍ عابرٍ أو نزوةٍ طفيفةٍ يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها، بل هو مشكلة معقدة تتفاقم مع مرور الوقت. لذا، يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا على درجةٍ عاليةٍ من اليقظة والانتباه لهذه المشكلة المتنامية، إذ قد تظهر علامات التنمّر في سلوك الطفل بشكلٍ غير مباشرٍ أو متخفٍ، مثل التغييرات المفاجئة في المزاج العام، النفور من الذهاب إلى المدرسة، أو فقدان الحماس والاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها في السابق. إنّ الوعي التام بهذه المؤشرات الدقيقة يساعد الآباء في التدخل المبكر وتقديم الدعم النفسي والمعنوي اللازم لأبنائهم. إنه سلوكٌ هدّامٌ يمتد تأثيره السلبي إلى حياة الأطفال بشكلٍ كبيرٍ، حيث يغرس في قلوبهم الصغيرة مشاعر الخوف والقلق وانعدام الثقة بالنفس. وقد يؤدي التنمّر المستمر والمتواصل إلى انسحاب الطفل تدريجيًا من المجتمع، وتدهور أدائه الدراسي بشكلٍ ملحوظٍ، وفي بعض الحالات الأكثر خطورةً، قد ينتهي به الأمر إلى الإصابة بآثارٍ نفسيةٍ دائمةٍ مثل الاكتئاب الحاد.
ويتخذ التنمّر أشكالًا متنوعةً وعديدةً، منها التنمّر اللفظي الذي يتجسد في الإهانات والشتائم والسخرية والاستهزاء، والتنمّر الجسدي الذي يتضمن الاعتداءات البدنية والضرب، والتنمّر العاطفي الذي يظهر في صورة الإقصاء والتجاهل والتهميش. وتختلف الدوافع الكامنة وراء التنمّر بين الرغبة الجامحة في السيطرة والهيمنة، ونقص التوجيه التربوي السليم، ومحاولة البحث عن إثبات الذات بطرقٍ خاطئةٍ وغير مقبولة.
عندما يتعرض الطفل المسكين للتنمّر، فإنه يشعر بألمٍ عميقٍ ووحدةٍ قاتلةٍ قد لا يراها المحيطون به أو يدركون حجمها. ويمكن للآباء والأمهات التعرف على علامات التنمّر من خلال ملاحظة أدق التغييرات التي تطرأ على سلوك الطفل، مثل الانعزال المفاجئ عن الآخرين، والتراجع الملحوظ في الأداء الدراسي، أو ظهور علامات القلق والتوتر والخوف بشكلٍ مستمر. حيث يبدأ الطفل بتكوين صورة سلبية مشوهة عن نفسه، ويزداد لديه الشعور بأنه غير مقبول أو غير مرغوب فيه من قبل الآخرين. وتنعكس هذه المشاعر السلبية على ثقته بنفسه المهزوزة، وعلاقاته الاجتماعية المضطربة، وقدرته المحدودة على التكيف مع البيئة المحيطة به.
والآثار النفسية الوخيمة للتنمر لا تنتهي بانتهاء الواقعة أو الحادثة المؤسفة؛ بل قد يبقى الطفل يعاني من آثارها المدمرة لفترةٍ طويلةٍ تمتد لسنوات. ولمعالجة هذه الآثار السلبية، يمكن للآباء توفير بيئةٍ داعمةٍ ومحفزةٍ تتسم بالحب غير المشروط والتفهم العميق، وتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بحريةٍ ودون خوفٍ أو تردد. كما يُنصح باللجوء إلى الاستشارات النفسية المتخصصة عند الحاجة لتعزيز قدرة الطفل على تجاوز هذه التجربة المؤلمة واكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع المواقف المشابهة في المستقبل. هذا قد يسهم في تطويره العاطفي والعقلي بشكلٍ صحيٍ وسليم. كما قد ينعكس ذلك في سلوكيات غير معتادة مثل العزلة الاجتماعية أو العدوانية المفرطة.
ولمكافحة التنمّر والقضاء عليه في المدارس، يجب تبني سياسات حازمةٍ وصارمةٍ تبدأ من التوعية بأهمية الاحترام المتبادل بين جميع الطلاب وتعزيز القيم الإيجابية والأخلاق الحميدة بينهم. لذا، فمن الضروري وضع خطط واضحة ومفصلة للإبلاغ عن حالات التنمّر والتعامل معها بسرعةٍ وفعاليةٍ وحزم. كما يجب إشراك أولياء الأمور والمعلمين والمرشدين الاجتماعيين في جهودٍ مشتركةٍ ومنسقةٍ لدعم الأطفال المتضررين وتوفير بيئةٍ آمنةٍ ومأمونةٍ تضمن لهم الشعور بالحماية والاطمئنان.
تقديم الدعم النفسي والمعنوي للطفل الذي وقع ضحيةً للتنمّر أمرٌ بالغ الأهمية ولا يقل أهمية عن العلاج الجسدي. يجب على الآباء الاستماع باهتمامٍ بالغٍ لشكوى الطفل دون إصدار أحكام مسبقة، وطمأنته بأنه ليس وحيدًا في هذه المعركة، والعمل بتعاونٍ وثيقٍ مع المدرسة لوضع خطةٍ متكاملةٍ لمواجهة المشكلة والتغلب عليها. فالجلسات الإرشادية وبرامج الدعم النفسي المتخصصة تساعد الطفل على استعادة ثقته بنفسه المفقودة وتعلم كيفية التعامل السليم مع المواقف المشابهة في المستقبل.
وفي نهاية المطاف، يكمن الحل الأمثل والأنجع لمواجهة التنمّر واستئصاله من جذوره في بناء مجتمع مدرسي متماسك وقوي، تتجذر فيه قيم الاحترام المتبادل والتسامح والتفاهم، ويستمد قوته من التعاون الوثيق بين الإدارة المدرسية، وأعضاء الهيئة التدريسية، وأولياء الأمور، والطلاب على حدٍ سواء.
إنّ التنمّر ليس مجرد مشكلة عابرة يمكن التغاضي عنها أو التقليل من شأنها، بل هو تحدٍ جسيم يتطلب استجابةً حازمةً وفورية تضمن سلامة أطفالنا النفسية والجسدية، وترسخ لهم مستقبلاً أكثر أمانًا وثقة وازدهارًا.
